في انتظار خطاب الاستقلال الخامس والستين.../ محمد سالم حبيب

بواسطة mohamed

تعيش الأسرة التربوية منذ ردح من الزمن ظروفا مادية استثنائية، بفعل تغيّر الواقع وتسارع وتشعب متطلباته واحتياجاته المادية والمعنوية، ومع كل تلك التحدّيات، ما يزالون مسايرين لهذا الواقع، محكّمين ضمائرهم المهنية، مستلهمين تلك المبادئ السامية والقناعات الراسخة، بأن مهمة المدرس، على حدّ قول أحدهم:  ليست بالراتب ولا المال، بل هي رسالة إيمان، وأمانة جيل، وعزّ وطن، وحضارة أمة، إن أحسنّا البذر طاب الحصاد...

ثم إن عزاءنا، يتمثل في شرف وَقفِنا، الذي لا يدانيه آخر، فإن كان التاجر يُوقف الأموال في سبيل الله؛ فنحن نُوقف العقول النيّرة والنفوس المؤمنة، وهي أصل كل خير وأساس كل إصلاح.

إن تقدير هذا الجهد وتلك القناعة، هو ما يحتاجه المدرس أولا وقبل كل شيء، وهو ما عبّر عنه صراحة فخامة رئيس الجمهورية في آخر خرجة له، في مقاطعة عدل بگرو، في ما يمكن أن يطلق عليه: #نداء_عدل_بگرو_التاريخي

لقد ارتحنا نحن المدرسين لتصريح فخامة رئيس الجمهورية وما تضمنه من تقدير وتثمين لجهود المدرسين ودورهم في معركة بناء الوطن، ومع ذلك تبقى الحقيقة الأكيدة، والتي لا مراء فيها، أنه كلما أمكن الجمع بين "الحسنيين"، كان ذلك أدعى وأقرب لمراتب الكمال و الإحسان، خصوصا أننا نعيش هذه الأيام ذكرى شهر الحرية والانعتاق ( شهر نوفمبر)  الذي يأمل فيه المدرس أن تشكل ذكراه نقلة نوعية لمستواه الاقتصادي بشكل يضمن له في أقل تقدير عيشا كريما.

إن المدرسين ينتظرون من رئيس الجمهورية ألا يخيّب ظنهم، بعد أن وقفوا على ثنية الوداع، وهم قِبْليُّ مزنهم بالإقلاع؛ منتظرين بفارغ الصبر  محتوى الخطاب الرسمي لفخامة رئيس الجمهورية، بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لعيد الاستقلال الوطني.

هذا الخطاب  الذي لا شك سيترجم سابق مواقف رئيس الجمهورية تُجاه المدرس ، بأفعال عملية تثلج صدور المواطنين عامة والأسرة التربوية بشكل أخص ...