طريق أكجوجت–أطار: شريان اقتصادي يحتضر وسط لامبالاة رسمية

بواسطة mohamed

لا تزال الطريق الوطنية الرابطة بين مدينة أكجوجت عاصمة ولاية إنشيري، ومدينة أطار عاصمة ولاية آدرار، تُشكل هاجسًا يوميًا للمواطنين، في ظل تدهور مستمر للبنية التحتية لهذا الشريان الحيوي، دون أن تلقى المطالب الشعبية العاجلة لترميمه أي صدى لدى الجهات المعنية.

طريق حيوي منسي

هذا الطريق لا يربط فقط بين ولايتين مهمتين، بل يشكل جزءًا من المسار الذي يصل نواكشوط بمناطق الثروات المعدنية في أكجوجت وازويرات، ويمتد نحو عاصمة التمور في موريتانيا، مدينة أطار. 

كما يُعد المسلك الرئيسي للمواطنين المتجهين إلى مناطق التنقيب عن الذهب في تيرس زمور، ما يجعله طريقًا ذا طابع اقتصادي واستراتيجي بالغ الأهمية.

ورغم ذلك، فإن حالة الطريق السيئة لا تثير الانتباه العام إلا بعد وقوع حادث سير مأساوي، غالبًا ما تكون رداءة الطريق هي السبب المباشر له، ما يدفع السائقين لاتخاذ مسارات بديلة خطيرة لتفادي المطبات والحفر العميقة، وغالبًا ما تكون هذه الخيارات كارثية.

أسباب متعددة... وغياب المعالجة الجذرية

يرى مراقبون أن من أبرز أسباب تدهور هذا الطريق هو كونه يمر عبر منطقة صحراوية قاسية تتعرض لعوامل التعرية من رياح عاتية وتغيرات مناخية حادة، تؤدي إلى تآكل أجزاء واسعة من الطريق وتغطيته بالرمال في كثير من الأحيان.

من جانبهم، يحمل السائقون المسؤولية لما وصفوه بـ"الضغط المفرط" الناتج عن شاحنات نقل المواد الغذائية والبضائع، التي تمر على الطريق بحمولات ضخمة، في حين أن الطريق لم يُصمَّم بالأساس لاستيعاب هذا النوع من الاستخدام الثقيل.

وعلاوة على ذلك، فإن انتهاء العمر الافتراضي لأجزاء كبيرة من الطريق، وغياب خطط ترميم منتظمة، فضلًا عن تجزئة المشروع بين عدة شركات مقاولات دون تنسيق فعّال، كلها عوامل ساهمت في الوصول إلى هذه الوضعية المزرية التي باتت مصدر قلق يومي للركاب.

جهود محدودة لا ترقى لحجم المشكلة

رغم قيام السلطات المعنية ببعض أعمال الصيانة الموضعية من حين لآخر، والمتمثلة في ردم الحفر وإعادة التبليط في بعض المقاطع، إلا أن هذه الجهود توصف بأنها خجولة وغير قادرة على مجاراة التدهور المتسارع، خصوصًا في غياب رؤية شاملة لإعادة تأهيل الطريق بشكل كامل.

تراجع تصنيف موريتانيا في جودة الطرق

الخطورة لا تكمن فقط في معاناة السكان، بل تنعكس أيضًا على صورة البلاد دوليًا؛ حيث حلت موريتانيا في المرتبة الأخيرة (137 من أصل 137 دولة) في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول جودة الطرق، وهو ما يُبرز حجم التحديات المطروحة أمام قطاع البنية التحتية وضرورة اتخاذ خطوات عاجلة ومُحكمة.

ختاما

إن الطريق الرابط بين أكجوجت وأطار لم يعد مجرد ممر ترابي متآكل، بل عنوان لفشل التخطيط وضعف الإرادة السياسية في معالجة ملفات حساسة تمس أرواح المواطنين واقتصاد الدولة على حد سواء. 

وفي ظل الصمت الرسمي، يظل المواطنون يرفعون أصواتهم، آملين أن تجد معاناتهم صدى يفضي إلى تحرك فعلي يضع حدًا لهذا الوضع الذي طال أمده.