مهرجان البهرجة في كيفه .. حين يتعانق شموخ النخيل مع شقاء الحياة اليومية !!

بواسطة mohamed

في مدينة كيفه، حيث يتعانق شموخ النخيل مع شقاء الحياة اليومية، انطلقت فعاليات المهرجان الدولي للتمور  في نسخته الرابعة، بحضور رسمي لافت ضم ثلاثة وزراء ، وجموعا من المهتمين ومختلف أصناف ما يعرف بالفاعلين والمتفاعلين .

 في عاصمة الولاية التي تتصدر عناوين التقارير التنموية بسبب ارتفاع نسب الفقر والتهميش فيها، احتشد وزراء الزراعة والتجارة والثقافة والنطق في مشهد احتفالي لافت، وسط أجنحة تعرض تمورا منتقاة وصناعات تقليدية ملونة، وفي استفزاز لافت لسكان ينتظرون منذ عقود توفير أبسط مقومات الحياة.

إنها مفارقة ناطقة بجرأتها، أن يحضر وفد وزاري بكل هذه البهرجة إلى قلب لعصابه ليطلق مهرجانا، وهو خالي الوفاض من أية خطة أو مشروع تنموي ذا أثر أو حتى وعد يتصف بأدنى مستوى من المصداقية! وكأن التنمية باتت مجرد استعراض مناسباتي عابر، تتحول فيه الوزارات إلى واجهات احتفالية ويتم فيه اختزال أدوارها في صور تذكارية، بينما تظل الولاية على هامش ذاكرة القرار ، ويتحول فيها منتخبون لايظهرون إلا في المناسبات إلى أبواق تبث خطبا رنانة يشهد مواطنوهم أنها لاتحمل جملة واحدة من الحقيقة !

ومما يمنح هذه المفارقة بعدا مؤلما أكثر ، أن بعض هذه الوزارات عجزت حتى عن تأمين مقرات  محترمة لممثلياتها في الولاية، وهي اليوم تؤجر غرفا  بلغ فيها  العجز حد ترك موظفيها يفترشون الحصير من دون مكاتب !

لا أحد يحتج على الاحتفاء بمنتجي التمور والاعتراف بجهود سكان الواحات، لكن ماذا عن الاعتراف بكرامة المواطنين من خلال توفير الحد الأدنى من الخدمات؟ وماذا عن تجفيف واحات التهميش بالموازاة مع الاحتفاء بواحات النخيل؟

لقد أثبت هذا المهرجان - ربما من حيث لا يدري منظموه - أن الفجوة بين الصورة والواقع ما تزال هائلة، وأن الاحتفاء بالمظهر لا تمكنه التغطية على فراغ الجوهر. 

فما فائدة المهرجانات حين تبقى الأسعار بلا رقيب والمدارس بلا طاولات والمراكز الصحية بلا أدوية والطرقات بلا ترميم ، والفلاحون يكدون الأرض بأداوت أجدادهم في العصور الحجرية ?

أي باختصار: ما جدوى الابتسامات الخبيثة والصور البراقة حين تكون الحياة اليومية غارقة في البؤس والمعاناة.

الشيخ ولد أحمد مدير وكالة كيفه للأنباء