الحوض الشرقي.. استقبالات جماهيرية كبرى وواقع تنموي يراوح مكانه

بواسطة mohamed

على مدى أكثر من أسبوع، عاشت ولاية الحوض الشرقي أجواءً استثنائية من الحراك الشعبي مع الزيارة الرئاسية الأخيرة، حيث خرجت جموع المواطنين من مختلف المقاطعات تحت أشعة الشمس الحارقة، رجالاً ونساءً، على الإبل والخيل، في مشهدٍ عكس حجم تعلق الساكنة بولايتهم وآمالهم في مستقبلٍ أفضل.

غير أن هذه الحشود التي استقبلت الرئيس بحفاوةٍ كبيرة، كانت تنتظر في المقابل تدشين مشاريع تنموية ملموسة تضع حدًّا لسنوات من الانتظار، إلا أنّ الواقع جاء مخالفًا لتطلعاتهم؛ فلم يُعلن عن اكتمال مشروعٍ قائم، ولا عن انطلاق آخر جديد. وهكذا، بقيت الوعود وحدها العنوان الأبرز للزيارة، في وقتٍ يرى فيه كثير من أبناء الولاية أنهم يعيشون تهميشًا وإقصاءً متواصلين، رغم غناها البشري والاقتصادي.

ويرى مراقبون أن زيارة رئيس الجمهورية كان يمكن أن تكون فرصةً لمراجعة الواقع التنموي للولاية، والاستماع بجدٍّ لمطالب المواطنين الذين عبّروا عن معاناتهم في مجالات البنية التحتية والتعليم والصحة والبطالة. إلا أنّ طغيان المجاملات الرسمية، وتقديم الصورة الوردية على حساب الحقيقة، جعلا صوت المعاناة غائبًا في كثير من اللقاءات.

لقد أثبتت التجربة أن الولاء اللفظي والاستقبالات المظهرية لا يمكن أن تعوّض غياب المشاريع والخدمات، فالحوض الشرقي الذي يمثل عمق الدولة الموريتانية الشرقي ما زال بحاجةٍ إلى إرادة سياسية جادة تترجم الأقوال إلى أفعال، والوعود إلى واقعٍ تنموي ملموس يلمسه المواطن البسيط في حياته اليومية.

ويبقى الأمل معقودًا على أن تكون هذه الزيارة – رغم ما شابها من ملاحظات – بدايةً لتصحيح المسار، وأن يدرك صانع القرار أن تنمية الحوض الشرقي ليست منّة، بل استحقاق وطني تأخر كثيرًا.
مدير موقع صوت الشرق 
محمد ولد بيايه