حضرت زيارة رئيس الجمهورية لمدينة نواذيبو لتدشين ووضع حجر الأساس لبعض المشاريع التي من أبرزها توسيع شبكة المياه في المدينة وقد اطلعت من خلال تفاعل السكان مع الزيارة ومقارنة واقع المدينة مع خطابات الوزراء في حفل التدشين على الكثير من المعطيات التي ينبغي التنبيه عليها في وقتها فكما يقول المثل الشعبي "لحديد يبتط الا حامي".
* تكرار الأخطاء عبث أم استهزاء
في اطار التحضير السياسي للزيارة كلف حزب الإنصاف قيادة الحملة الماضية على مستوى المدينة بالتحضير لزيارة الرئيس وهو تكليف مستغرب فكيف يكلف من فشل في حصول الرئيس على المرتبة الأولى في الانتخابات الرئاسية الماضية بالمدينة على الرغم من كونه الطاقم الوحيد الذي حصل على فرصة سنة تقريبا للتحضير وجاءت النتائج مطابقة لنتائج انتخابات 2019 التي حصل فيها بيرام على المرتبة الأولى، والتي لم يكن حينها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في السلطة بل مترشح لأول مرة.
لاشك أن تكليف طاقم فشل في مهمته لا يمكن أن يخرج عن احتمالين هما العبثية أو الاستهزاء وكان بإمكان الحزب ان يكتفي بتحضيرات الأطر والمجموعات الأهلية والعمالية في انتظار وصول رئيسه للميدان.
* الواقع وخطابات الذكاء الاصطناعي
في المنصة الرسمية للتدشينات بدى واضحا أن التوجه الجديد لبعض أعضاء الحكومة هو التركيز على التسويق الإعلامي والاستعانة بالخدمات التي بدأ الذكاء الاصطناعي يقدمها بتقديم خطابات سياسية محبوكة وقد اضاف لها بعضهم الأداء أيضا.
ومع أن مشهد التضليل الحكومي لهرم السلطة مشهد مكرر منذ العهد الطائعي، فقد آن الأوان أن تكون هناك أصوات جديدة للتنبيه الصادق من داخل النظام ولتفنيد الشعار التبرير المبتذل " ذاك الا اكلام المعارضة".
لقد باتت وأصبحت مدينة نواذيبو البارحة واليوم على صدمة كبيرة فمنذ اختتام الزيارة عادت الانقطاعات الكهربائية لكثير من أحياء المدينة، كما أن فرحة انتهاء معاناة السكان من أزمة انقطاع المياه والتي قال صاحب الربط على منصة التدشينات أنها ستنتهي بمجرد انتهاء التدشين لم تحصل وإلى حد اللحظة مازالت الأزمة مستمرة في كثير من أحياء المدينة رغم مرور أكثر من 24 ساعة على التدشين!
كما ينتظر أن تعود وضعية الطرق لسابق عهدها بعد أن تمت إماطة القمامة عنها على عجل في الأيام الماضية بالإضافة لمساحيق تجميلة تعالج حفرها المزعجة بحلول آنية.
* تدشينات المدن الحدودية لها أبعاد سيادية
ينبغي للطاقم الاستشاري لرئيس الجمهورية أن يكون على وعي واطلاع شديد بما يجري على حدودنا وتقديم القراءة المناسبة لذلك فهناك مشاريع في الحدود لا ينبغي أن يكون رئيس الجمهورية هو المشرف عليها بل يكفي ذلك الوزير المكلف بالقطاع والإدارة المحلية، فالعيون الاستخبراتية الدولية يقظة في كل مكان وخصوصا في الحدود، فلا ينبغي أن ينقل عنا انتقال رئيس الجمهورية لدشينات في المواقع الحدودية إلا لمشاريع استيراتجية تؤكد البعد السيادي وتبعث رسائل دبلوماسية استيراتيجية مشفرة.
كتبه الفقير إلى ربه
أحمدو ولد محمد فال ولد أبيه
ناشط سياسي ومستشار جهوي بولاية الحوض الغربي.