لماذا يحاول البعض اقتلاع كل نبتة صالحة؟ .. الدكتور سيد احمد سولة

بواسطة mohamed

سؤال يحتاج إلى وقفة تأمل: لماذا يحاول البعض اقتلاع كل نبتة صالحة؟
سؤالك يحمل شحنة وجدانية واضحة، ويعبّر عن استياء مشروع تجاه محاولات التشويه أو الإقصاء التي تطال أحيانًا الكفاءات الوطنية النزيهة والمخلصة.

في حالات كثيرة، حين يبرز شخص مثل وزير الصحة السيد عبد الله ولد وديه، مشهود له بالكفاءة والانضباط وروح الإصلاح، يصطدم حضوره الإيجابي بمصالح أطراف اعتادت الاستفادة من الفوضى، أو التسيير العشوائي، أو غياب الرقابة والمحاسبة.

الإصلاح الحقيقي يُزعج المُفسدين، ويضيّق الخناق على من ألفوا الطرق غير الشفافة، ولذلك فإنهم يرون في “النبتة الصالحة” تهديدًا يجب اقتلاعه قبل أن يمتد ظله ويؤثر في محيطه.

لكن يبقى الأصل أن صوت الحق يعلو في النهاية، خاصة حين يكون مدعومًا بشهادات من داخل القطاع ومن المواطنين العاديين، كما هو الحال مع زوار المستشفى الوطني في نواكشوط والعاملين في الصحة الذين لمسوا نتائج قرارات الوزير مباشرة.

سؤالك في حد ذاته جزء من الجواب: لأن كل نبتة صالحة تُذكّر الفاسدين بعجزهم، وتُعرّي ممارساتهم، وتُوقظ ضمائر النائمين.
لكن ما دامت هناك شهادات نزيهة تُقال وتُكتب، فالنبتة الصالحة لن تُقتلع بسهولة.

خطوات الإصلاح التي يُفترض أن ينهجها وزير الصحة

لعب وزير الصحة السيد عبد الله ولد وديه دوراً محورياً في الدفع بخطوات الإصلاح في المنظومة الصحية، وبدعم من برنامج الرئس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ومتابع من الوزير الأول السيد المختار والد انجاي مستنداً إلى رؤية واضحة ترتكز على مبادئ الاستدامة، الجودة، والعدالة. وفيما يلي أبرز الخطوات الثابتة التي يُفترض أن ينهجها لتحقيق إصلاح فعّال:

  1. تشخيص واقعي للوضع الصحي
    الانطلاق من تقييم دقيق لواقع المنظومة، بما يشمل البنية التحتية، الموارد البشرية، ونقاط الاختلال المزمنة.
  2. إرساء رؤية استراتيجية للإصلاح
    وضع خطة متكاملة تأخذ بعين الاعتبار متغيرات الحاضر وتحديات المستقبل، وتكون قابلة للتنفيذ والتقييم.
  3. تعزيز الموارد البشرية الصحية
    الاستثمار في تكوين وتحفيز الأطباء والممرضين، مع ضمان توزيع عادل للكفاءات على عموم التراب الوطني.
  4. ضمان العدالة المجالية في الولوج للعلاج
    تقليص الفجوة بين المركز والهامش من خلال تعميم البنية التحتية الصحية وتجهيز المستشفيات في المناطق النائية.
  5. رقمنة النظام الصحي
    اعتماد نظم معلومات حديثة لتحسين فعالية الإدارة الطبية، وتسهيل الولوج إلى الخدمات وتحسين الشفافية.
  6. تحسين تمويل القطاع
    تنويع مصادر التمويل ورفع الميزانية المخصصة للقطاع، مع الحرص على ترشيد الإنفاق وضمان النجاعة.
  7. تفعيل المراقبة والمحاسبة
    ترسيخ ثقافة الأداء وربط المسؤولية بالمحاسبة، والضرب على أيدي المتقاعسين أو المتورطين في الفساد.
  8. تعميم التغطية الصحية
    ضمان استفادة كل المواطنين، خصوصًا الفئات الهشة، من نظام تأمين صحي فعال ومتاح.

إن ما يواجهه الوزير عبد الله ولد وديه من مقاومة، ليس دليل فشل، بل دليل نجاح بدأ يؤتي ثماره. فكلما ازدادت حدة الهجوم، ازداد وضوح الأثر الإيجابي الذي أحدثه، وزادت الحاجة إلى الالتفاف حوله لحماية المشروع الوطني للإصلاح الصحي من محاولات الإجهاض.
لأن النبتة الصالحة، وإن حوربت، ستبقى رمزاً للأمل، وشاهدة على أن الإصلاح ممكن، بل وضروري.