شهدت أسعار تذاكر النقل إلى مدينة وادان التاريخية ارتفاعًا غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة، حيث بلغ سعر التذكرة الواحدة نحو 8 آلاف أوقية قديمة، وسط مؤشرات مقلقة على إمكانية زيادتها في أي وقت.
ويصف مواطنون هذا الارتفاع بالمضاربة الصريحة واستغلال الظرف من طرف بعض أصحاب السيارات، في مشهد يعكس اختلالًا واضحًا في سوق النقل.
ويأتي هذا الغلاء بالتزامن مع تزايد الإقبال على وادان، التي تحولت هذه الأيام إلى قبلة للزوار من مختلف ولايات البلاد، استعدادًا لانطلاق مهرجان مدائن التراث في نسخته الرابعة عشرة، المرتقب تنظيمه هذا العام في المدينة تحت إشراف رئيس الجمهورية.
هذا الحدث الوطني، الذي يُفترض أن يكون مناسبة جامعة وميسّرة، بات في نظر كثيرين محفوفًا بأعباء إضافية تثقل كاهل المواطنين.
مسافرون عبّروا عن استيائهم الشديد من هذا الارتفاع المفاجئ، مؤكدين أنه يضاعف معاناة الأسر، خاصة في ظل غياب تسعيرة رسمية واضحة وضعف الرقابة على قطاع النقل. ويشير متضررون إلى أن الفوضى السعرية تُمارَس علنًا دون حسيب أو رقيب، ما يفتح الباب أمام الاستغلال، خصوصًا في المواسم ذات الطلب المرتفع.
وفي هذا السياق، يطرح الرأي العام تساؤلات مشروعة: من يتحمّل مسؤولية هذا التلاعب؟
وأين دور الجهات الوصية والرقابية في ضبط الأسعار وحماية المستهلك؟ ولماذا تُترك مناسبات وطنية كبرى رهينة لممارسات تُفرغها من بعدها الشعبي؟
ويبقى المواطن، وهو يستعد للمشاركة في فعالية وطنية جامعة، في انتظار تدخل عاجل وحازم من السلطات المختصة لوضع حد لهذه التجاوزات، وإقرار تسعيرة منصفة، وضمان نقل آمن وبأسعار معقولة إلى وادان طوال فترة المهرجان.
فصون الحق في التنقل، خاصة في المناسبات الوطنية، ليس ترفًا، بل واجبٌ لا يقبل التأجيل.








