ظهر آدرار.. حين يتحول الجمال إلى غطاء للعزلة .. تقرير

بواسطة mohamed

بين شعاب آدرار وامتدادات تگانت ولبراكنه، ترسم الطبيعة لوحتها الساحرة؛ جبال مترامية، وديان صامتة، وقرى مبعثرة تبدو وكأنها تتوارى خلف المشهد. 

لكن ما لا يظهر للعين أول وهلة هو معاناة يومية لسكان يواجهون عزلة تكاد تعصف بحقوقهم الأساسية.

مدارس بلا مستقبل

في قرية تنومند وتجمع المالح، شيّدت الدولة مدرسة حديثة بدت كنافذة أمل نادرة.

 لكن الصورة سرعان ما تتبدد في القرى المجاورة، حيث يقبع التلاميذ في أقسام مكتظة تجمع مختلف المستويات داخل حجرة واحدة. 

ومع غياب الإعدادية، يصبح الطريق الأقصر أمام مئات الأطفال — خصوصًا الفتيات — هو التسرب المدرسي والانقطاع المبكر عن التعليم.

الصحة.. رحلة شاقة وراء العلاج

إذا مرض طفل أو أصيب مسن، فإن الخيارات محدودة وقاسية, حيث أقرب نقطة صحية هي مركز انتيرگنت، لكن الطريق إليه وعر وطويل، وغالبًا غير سالك في موسم الأمطار. 

أما مركز أوجفت الصحي، فعلى بُعد مئات الكيلومترات، ما يجعل الوصول إليه مغامرة لا يطيقها الكثيرون. 

هنا، تصبح حياة البشر مرهونة بغياب سيارة إسعاف أو سوء طريق.

وجه آخر للمنطقة

ورغم هذه الصورة القاتمة، يظل ظهر آدرار أرضًا واعدة. فهو يحتضن مساحات زراعية ورعوية شاسعة مثل "اگرارات لبحير" و"اسباعية" و"تاگنز"، تمثل كنوزًا طبيعية يمكن أن تشكل رافعة للتنمية إذا ما وُظفت بجدية. 

الأرض هنا تروي قصة إمكانات هائلة تنتظر من يمد لها يد الرعاية.

أصوات تنتظر  ....

مطالب السكان تتلخص في أبسط العناوين:

  • مدارس قريبة تحفظ حق الأطفال في التعليم.
  • مرافق صحية تليق بكرامة الإنسان.
  • طرق واتصالات تفك الحصار عن القرى وتعيد ربطها بالعالم.

حينها فقط، يمكن أن تتحول الهجرة القسرية نحو المدن إلى استقرار محلي، وتتحول المنطقة من عنوان للعزلة إلى واحة حقيقية للتنمية.