أسدل الستار في مدينة بنغازي الليبية على مؤتمر أمني افريقي هو الأولى من نوعه من حيث الحضور والتنوع والتغطية الإعلامية في مختلف وسائل الاتصال الافريقية والعالمية، وشارك في المؤتمر أكثر من خمسين جهاز أمن افريقي بالإضافة إلى ضيوف شرف من عدة دول أخرى من بينهم السعودية والإمارات وقطر وتركيا وروسيا.
المؤتمر الأمني خصصت نقاشاته المغلقة لأهم القضايا الأمنية التي تواجه القارة الافريقية بالإضافة إلى وضع آليات وخطط لأهم التحديات الكبرى التي تواجهها القارة السمراء مثل الإرهاب العابر للقارات والتهريب والأمن الغذائي والمائي والهجرة السرية.
وقال رئيس المخابرات الليبية ورئيس السيسا الفريق حسين العائب: إن رؤساء الأجهزة الأمنية ناقشوا كل التحديات الأمنية التي تقف حجر عثرة في وجه التنمية والازدهار الافريقي.
موريتانيا .. العضو المؤسس ل"سيسا"
هذا وكان من أهم المشاركين في "مؤتمر سيسا 20" الجمهورية الإسلامية الموريتانية ممثلة في المدير العام للأمن الخارجي والتوثيق الجنرال صيدو صمبا ديا، وهنأت موريتانيا بالمناسبة دولة ليبيا باستلام رئاسة السيسا لمدة عامين قادمين وهو نجاح كبير لليبيا ولإقليم شمال افريقيا أن تقود دولة ليبيا هذه المنظمة لمدة عامين كاملين خلافا لمعظم الدول التي أخذت القيادة سنة واحدة.
وتعتبر موريتانيا من الدول المؤسسة لمنظمة "سيسا" وقادت إقليم شمال افريقيا لعدة فترات ومن الطبيعي أن تشارك كجهاز أمن افريقي فاعل بقوة في منظمة الساحل وتزداد أهمية مشاركتها حين تكون موريتانيا من الدول المؤسسة لمجموعة الساحل الخمس G5 (موريتانيا ـ تشاد ـ النيجر ـ مالي ـ بوركينافاسو) ولموقع موريتانيا الجيواستراتيجي حيث تعتبر خاصرة للقارة الافريقية وملتقى بين العالم العربي والافريقي ونقطة حدود مائية بين افريقيا والقارة الأمريكية.
وتعول السيسا على موريتانيا في محاربة التهريب وضبط المهربين وقوافلهم العابرة للصحراء الكبرى شمال موريتانيا إلى مناطق افريقية أخرى ثم إلى الأبيض المتوسط وأوربا، كما أن موريتانيا كان لها إسهام كبير في ضبط المهاجرين غير النظاميين من القارة السمراء وتمكن خفر سواحلها خلال السنوات الماضية من ضبط زوارق عدة يحاول أصحابها التسلل إلى القارة الأوربية عبر شواطئ الأطلسي.
وتقوم السلطات الموريتانية منذ أشهر بحملة واسعة على المهاجرين غير النظاميين لتصحيح وضعيتهم في اقرب وقت، ربما يكون ذلك جزءا من خطة "سيسا" الأمنية في الدول التي يعتبرها المهاجرون غير الشرعيون ثغرة للعبور غير الشرعي إلى اوربا وأمريكا.
تاريخ من تعزيز الأمن
ساهمت موريتانيا خلال العقد الماضي في إجهاض تنظيمات إرهابية تتنامى في رحم الصحراء الكبرى، وقامت باستئصال تنظيمات إسلامية مسلحة هدفها زعزعة الأمن في منطقة الساحل.
كل تلك المقاربات الأمنية التي قامت بها موريتانيا أرادت من خلالها أن توجه رسائل أمنية للإرهابيين والمهربين مفادها أن موريتانيا ليست لقمة سائغة ولا خاصرة افريقية رخوة ولا ثغرة يمكن اقتحام القارة من خلالها كما اقتحمت من مناطق عدة من القرن الافريقي.
مهما يكن فإن جهاز الأمن الموريتاني الخارجي له تجربة كبيرة في مواجهة كل المشاكل الأمنية في غرب وشمال القارة السمراء مما يجعل آمال أجهزة الأمن الافريقية ـ وخصوصا اقليم شمال افريقيا ـ كبيرة عليه، وعلى دوره الريادي في تنفيذ الخطة الأمنية التي لم يرشح منها الكثير في مؤتمر "سيسا20".
مختار بابتاح