ربط تويفندة بأطار… من متنفس صحي إلى بؤرة نفايات تثير قلق السكان

بواسطة mohamed

يُعد ربط تويفندة أحد أشهر الفضاءات الطبيعية في مدينة أطار، وأكثرها ارتباطًا بالذاكرة اليومية للسكان، حيث ظل لسنوات طويلة مقصدًا مفضّلًا للنزهة العائلية وممارسة رياضة المشي، خصوصًا في فترات الصباح والمساء، مستفيدًا من موقعه القريب وشهرته الواسعة بين ساكنة المدينة، حتى بات يُطلق عليه مجازًا اسم “كورنيش أطار”.

غير أن هذا الفضاء الذي شكّل متنفسًا صحيًا وجماليًا لسكان المدينة، يشهد اليوم تدهورًا مقلقًا، بعد أن تحوّل تدريجيًا من فضاء للراحة والاستجمام إلى ممر تعمه الأوساخ والنفايات بمختلف أنواعها. 

فقد لوحظ انتشار واسع للقمامة، وبقايا الحيوانات النافقة، ومخلّفات يصعب تحمل روائحها، في مشهد صادم يتنافى مع الدور الذي كان يؤديه المكان في حياة السكان.

ويربط متابعون هذا التدهور بتحويل مكب أدباي، وهو ما جعل ربط تويفندة يتحول، بحكم موقعه، إلى نقطة غير رسمية لرمي النفايات، في ظل غياب الرقابة، وضعف آليات النظافة، وافتقار المكان إلى أي إجراءات وقائية أو حملات تنظيف منتظمة.

وكالة أوجفت نيوز

ولا يقتصر المشكل على ربط تويفندة وحده، إذ تعاني مدينة أطار بشكل عام من اتساع رقعة النفايات في الشوارع والأحياء والأطراف، وهو واقع جديد على مدينة عُرفت تاريخيًا بنظافتها وجمالها، ما أثار استياءً واسعًا في صفوف السكان الذين يرون في هذا الوضع مؤشرًا على تراجع الخدمات البلدية وغياب رؤية واضحة لإدارة النفايات.

ويعبّر عدد من المواطنين عن قلقهم من الانعكاسات الصحية والبيئية لهذا الوضع، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، مطالبين السلطات المحلية والجهات المعنية بتدخل عاجل يعيد الاعتبار لربط تويفندة، من خلال تنظيفه، وتأمينه، ومنع رمي النفايات فيه، إلى جانب وضع حلول مستدامة لمشكلة القمامة في عموم المدينة.

وبين حنين السكان إلى صورة أطار النظيفة والجميلة، وواقع الإهمال الذي يفرض نفسه اليوم، يبقى ربط تويفندة شاهدًا صامتًا على حاجة المدينة الماسّة إلى التفاتة جادة تعيد لها مكانتها، وتحفظ ما تبقى من فضاءاتها الطبيعية قبل أن تضيع في غيابات التهميش.