رغم الآمال العريضة التي علّقها المواطنون على عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في إحداث قطيعة مع الممارسات السياسية التقليدية، إلا أن مشاهد الزيارات الميدانية الأخيرة أعادت إلى الأذهان صور الولاءات الموروثة والحشود المصطنعة التي ترافق كل نظام.
فالإدارات تُفرغ من موظفيها، والولاة يغيبون عن مقارهم لحضور مراسم استقبال بروتوكولية لا تسمن ولا تغني من خدمة المواطن.
في هذه الزيارات، تُهدر الأموال في مظاهر الترف، وتُساق الجماهير كما تُساق القطعان، تحت ضغط المصالح والخوف من فقدان الوظائف. المؤسف أن مظاهر التزلف والتمجيد لا تزال تطغى على المشهد، فيما يتراجع جوهر الولاء الحقيقي: العمل، والانضباط، وخدمة الصالح العام.
أين يكمن التغيير إذًا إذا بقيت نفس الوجوه، ونفس الأساليب، ونفس الحشود؟
إن الإصلاح يبدأ من رفض هذه الطقوس البالية، ومن إلزام المسؤولين بالعمل لا بالتصفيق، وبغرس قيم المواطنة بدل القبلية.
فالديمقراطية لا تُبنى على المبايعات الجوفاء، بل على المواقف الصادقة التي تضع الوطن فوق الكرسي ومن يجلس عليه.






