اللهم اغفر لعبدك عبدي ولد اسعيد، وارحمه رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناتك، وجازه عن ساكنة أوجفت خير الجزاء، فقد كان لهم نعم السند منذ أن كانت المنطقة مركزًا إداريًا معزولًا ومحاطًا بالتحديات الطبيعية.
لقد كان المرحوم، بإذن الله، من الرواد الأوائل في مجال النقل، إذ انطلق بسيارته المتواضعة "لا دروفير" متحديًا التضاريس الوعرة والرمال المتحركة والسيول الجارفة، لنقل المرضى والمزارعين والمسافرين، في وقت كانت فيه الإمكانيات محدودة والطبيعة قاسية لا ترحم.
انتمى إلى جيل من العظماء الذين سطروا ملاحم خدمة وتفانٍ، إلى جانب المغفور لهم بإذن الله:
- ولد دد
- محفوظ ولد أحمد خليفة
- عالي اندياي
- محمد سالم ولد عبد الودود
- سيد محمد ولد حلس
- ولد أعلي مهداه
كان عبدي ولد اسعيد قمة في الأخلاق، رمزًا للسخاء، وعنوانًا للرفق بالضعفاء في كل قرى وأرياف أوجفت. لم يتراجع يومًا أمام وعورة الجبال أو بطش الرمال، بل جعل من التضحية طريقًا لخدمة الإنسان، ومن المعاناة جسراً للرحمة.
لقد عاش بطلاً متواضعًا، ورحل كما يرحل الكبار، تاركًا أثرًا طيبًا وسيرة عطرة في واكراير ووديان وواحات أوجفت.
رحم الله رجلاً صدق ما عاهد الله عليه، وضحّى بنفسه ووسيلته المتواضعة ليُجسد المعنى الحقيقي للخدمة العامة، وخلّد اسمه في ذاكرة الأوجفتيين.
تعازينا القلبية إلى ساكنة مقاطعة أوجفت عامة، وإلى أهلنا في الواد الأبيض وتيفجار خاصة، ولا سيما إلى ابنتي وأختي أباركة...
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
د. زيدان ولد مولاي الزين