في مشهد يعكس تصاعد وتيرة التعاون الأمني بين موريتانيا والجمهورية التشيكية، شهدت مدينة أطار، اليوم الخميس، حفل اختتام الدورة التدريبية الثانية للسرية الخاصة الثالثة بكتيبة الصاعقة والمظليين الأولى، تحت إشراف والي آدرار المساعد، السيد سيدي محمد ولد اسويلم، وبحضور شخصيات مدنية وعسكرية، من أبرزها سفير الجمهورية التشيكية المعتمد لدى موريتانيا، السيد لاديسلاف سكيريك.
الدورة، التي أشرف على تأطيرها فريق عسكري تشيكي متخصص، شكّلت محطة نوعية في تأهيل القوات الخاصة الموريتانية على تكتيكات متقدمة، في ظل التحديات الأمنية الإقليمية التي تفرض جاهزية عالية وتعاونًا متعدد الأطراف.
وفي كلمة رسمية، نوّه الرائد محمد المختار التباخ، القائد المساعد لكتيبة الصاعقة والمظليين الأولى، بجهود المدربين التشيك، معتبرًا أن الدورة ليست فقط تمرينًا عسكريًا، بل خطوة مهمة في ترسيخ المهنية والانضباط وتعزيز كفاءة الجنود الميدانية.
وأشار إلى أن مثل هذه المبادرات تُجسد شراكة عسكرية فاعلة، تتجاوز البروتوكول لتصل إلى عمق بناء القدرات.
من جهته، عبّر السفير التشيكي عن فخره بهذا التعاون، مؤكدًا التزام بلاده بمواصلة دعم موريتانيا في مساعيها لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، ولاسيما في مجال مكافحة التهديدات العابرة للحدود، كالإرهاب والجريمة المنظمة.
الحفل شهد حضور حاكم مقاطعة أطار والعمدة المساعدة، إلى جانب عدد من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية في الولاية، فيما لفت وجود المدربين التشيك إلى بُعد دولي آخذ في التوسع، يضع موريتانيا في قلب شراكات تدريبية واستراتيجية لم تعد تقتصر على جيرانها الإقليميين.
الدورة الثانية هذه ليست سوى لبنة ضمن مسار يبدو واعدًا، حيث تُراهن السلطات الموريتانية على التعاون الخارجي من أجل دعم مسارات الإصلاح والتأهيل في مؤسساتها العسكرية، في وقت يزداد فيه الاعتماد على قوات النخبة في مهام تتطلب دقة ومهارة واستعدادًا دائمًا.