حين يتحدث العارفون عن فترات النهوض في تاريخ المؤسسات الوطنية، تتصدر مرحلة المدير السابق للمكتب الوطني للسياحة، محفوظ ولد الجيد، كأحد النماذج الأكثر إشراقًا وفاعلية، فقد استطاع هذا الرجل، بخبرته المتجذّرة في ميدان السياحة، أن يقود المكتب من وضعية حرجة ومعروفة إلى مصاف كبريات المؤسسات الإدارية في البلاد، بل وأن يجعله واجهة مشرفة تعكس الوجه الحقيقي لتنوع البلاد الثقافي والجغرافي.
لقد تميزت إدارة محفوظ ولد الجيد، للمكتب بالقدرة على الجمع بين الكفاءة الإدارية والإنسانية، فكان قريبًا من موظفيه ويحرص على العمل التشاركي، مع إعطاء الحقوق والامتيازات دون أي تمييز، ما أسهم في رفع معنويات الفريق وتعزيز روح الالتزام، مما حول المكتب إلى منصة جاذبة للسائحين المحليين والدوليين.
من أبرز إنجازاته، وضع خريطة سياحية شاملة تغطي جميع جهات البلاد، بالإضافة إلى إنشاء منصة رقمية متعددة اللغات (ثمان لغات عالمية) لتقديم معلومات دقيقة للسائحين وزوار البلاد.
على الصعيد الدولي، وسّع ولد الجيد حضور المكتب في الخارج من خلال تأسيس ما يقارب خمسة عشر مندوبية، أربع منها في أوروبا، الخليج، المغرب الغربي وغرب إفريقيا، بالإضافة إلى تأهيل وتكوين عشرات الأطر في دول أوروبية وآسيوية، ما أضاف خبرات جديدة وثقافة سياحية حديثة لم تكن موجودة من قبل.
كما عرفت فترة إدارته نقلة نوعية على مستوى الموارد اللوجستية، حيث تم تجديد الأسطول وإدخال سيارات فارهة لدعم أنشطة المكتب، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية الإدارية وتنظيم العمل بطريقة احترافية.
وقد شهد على جودة إدارة وكفاءة ولد الجيد، شخصيات مرموقة سبق وأن تقلدت منصب المدير العام للمكتب الوطني للسياحة مثل الوزير والقامة المبيرة الشيخ احمد ولد الزخاف والسفير الحالي في ساحل العاج محمد عبد الله ولد والأمينة العامة السابقة لوزارة التهذيب السيدة خادجة منت الدوو، الذين أشادوا بالنقلة النوعيةو الإنجازات العملية التي تحققت تحت إدارته في كافة الاصعدة .
لقد ترك محفوظ ولد الجيد بصمة لا تُمحى في سجل المكتب الوطني للسياحة، وسيظلّ التاريخ يذكر ذلك، باعتباره نقطة تحوّل جعلت من المكتب مؤسسة يُقتدى بها في التسيير والابتكار.
نوح محمد محمود
ممثل المكتب الوطني للسياحة في دول الخليج
أبوظبي بتاريخ 26 أكتوبر 2025.






