أكد مدير المباني بوزارة الإسكان، السيد إبراهيم ولد اسغير، أن المنشآت المدرسية قيد التنفيذ في مقاطعتي لكصر وتفرغ زينه، ضمن برنامج نواكشوط الاستعجالي، باتت في مراحلها النهائية، وسيتم تسليمها قبل انطلاق العام الدراسي الجديد في مطلع أكتوبر 2025.
تصريحات ولد اسغير جاءت خلال مقابلة تلفزيونية بثتها قناة الموريتانية الرسمية، ضمن برنامج خاص قدمه الصحفي اقريني ولد امينوه، تعليقًا على الزيارة الميدانية التي أداها فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء أمس، لتفقد سير الأشغال في عدد من المشاريع التربوية في العاصمة.
دور محوري لقطاع الإسكان في التنمية
وأوضح ولد اسغير أن قطاعه يضطلع بدور أساسي في تشييد المباني العمومية، وخصوصًا المؤسسات التعليمية، وفق رؤية استراتيجية تهدف إلى توفير بنية تحتية متكاملة، حديثة ومستدامة، تسهم في تحسين جودة التعليم وظروف التعلم في مختلف أنحاء البلاد.
وأشار إلى أن الزيارة الرئاسية الأخيرة تؤكد على المتابعة المباشرة والدقيقة التي يوليها رئيس الجمهورية لتنفيذ البرنامج الاستعجالي الخاص بتنمية نواكشوط، والذي أُطلق في 20 يناير 2025، ضمن خطة أشمل لتحسين واقع الخدمات العمومية في العاصمة.
منجزات سابقة وتوسعات مرتقبة
وبيّن ولد اسغير أن وزارة الإسكان سلمت لوزارة التهذيب الوطني منذ عام 2019 أكثر من 3500 فصل دراسي، ومن المنتظر خلال افتتاح العام الدراسي المقبل تسليم عشرات المدارس الجديدة، موزعة على ولايات الوطن، ما يعكس وتيرة الإنجاز المتسارعة للقطاع في السنوات الأخيرة.
تنمية الداخل بالتوازي
وفي ذات السياق، أعلن ولد اسغير عن تنفيذ برنامج استعجالي موازٍ في الداخل، يشمل في مكونته التعليمية الأولى تشييد 1333 فصلاً دراسياً، بإشراف مباشر من وزارة الإسكان، إلى جانب مشاريع حيوية أخرى في مجالات الصحة والمياه والطاقة وفك العزلة، مبرزًا أن عددًا من هذه المشاريع بلغ مراحل متقدمة من الإجراءات، وستُطلق مناقصاتها خلال شهر سبتمبر الجاري.
شفافية في التعاقد وجودة في التنفيذ
وشدد المسؤول الحكومي على أن جميع الشركات المنفذة خضعت لنظام تصنيف صارم، ولم يُعهد بتنفيذ أي مشروع إلا عبر مناقصات وطنية شفافة، شهدت نزاهة عالية، دون تسجيل أي طعون أو تظلمات حتى الآن، مؤكدًا أن المشاريع تُنفذ وفق أعلى معايير الجودة، وفي احترام تام للآجال التعاقدية، بل إن بعض المنشآت أُنجزت في وقت قياسي قبل الموعد المحدد.
تعليم عالي وتكوين مهني
وأضاف أن دور وزارة الإسكان لا يقتصر على التعليم الأساسي والثانوي، بل يشمل أيضًا مؤسسات التعليم العالي والفني، حيث تم مؤخراً إنجاز توسعة جامعة نواكشوط لاستيعاب 11 ألف طالب، وتسليم مبنى المعهد العالي للرقمنة، إضافة إلى مواصلة العمل على توسعة المعهد التكنولوجي في روصو، وبناء مدارس مهنية متخصصة في البترول والطاقة والاتصال والإعلام.
ترشيد الإنفاق الإداري
وفي المجال الإداري، أشار مدير المباني إلى أن الوزارة تنفذ خطة واسعة لبناء وتجهيز مقرات دائمة للمؤسسات الحكومية، بهدف الحد من الإنفاق العمومي المخصص للإيجار، ومن بين هذه المشاريع:
- مبنى المندوبية الوطنية للأرشيف لحفظ الذاكرة الوطنية؛
- مقر المندوبية العامة للأمن المدني وتسيير الأزمات؛
- تأهيل مبنى الوزارة الأولى القديم لاستيعاب عدة وزارات؛
- إنشاء مقرات جديدة لـالمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية.
ختاما
تؤكد هذه المشاريع، الجارية والمبرمجة، التزام وزارة الإسكان بتنفيذ رؤية وطنية شاملة لتحديث البنية التحتية، بما يعزز من فعالية الخدمات العمومية، ويعكس الإرادة السياسية الواضحة في تحقيق تنمية متوازنة وشاملة بين العاصمة وبقية ولايات الوطن، وفق ما خطط له فخامة رئيس الجمهورية.