تمر هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى من المأمورية الثانية لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني والتي اطلق عليها مأمورية الشباب وبالشباب واختار لقيادة حكومتها الوزير الأول المختار ولد اجاي، ومع أن العنوان كان موفقا وفي وقته نظرا للدور الحيوي الذي يلعبه الشباب في المشهد الوطني الآن واستحواذ الفئة الشابة على النسبة الأعلى من التركيبة الديمغرافية للمجتمع فقد اصطدم بعد التنصيب بواقع النفوذ الأسري و"المقايضات الإدارية" كخطوة جديدة للتحايل ورفض الشفافية.
* تمكين الشباب بين الواقع والنفوذ الأسري
لقد شكل اختيار رئيس الجمهورية لمأموريته الثانية شعار "مأمورية الشباب وبالشباب " كذلك بارقة أمل لدى الشباب الطامح لخدمة وطنه خصوصا من لا يملك قوة النفوذ الأسري داخل الدولة وهو النفوذ الذي هيمن على الفرص المتاحة للشباب في المأمورية الأولى حيث بدأ ذلك مبكرا من لائحة مفتشي وزارة المالية مرورا بأعضاء المجلس الوطني للشباب ومرشحي الحزب في لائحة الشباب بنيابيات 2023 واللائحة تطول بعقود العمل داخل المؤسسات العمومية التي باتت وكرا لممارسة الظلم على كل من لايملك وساطة نافذة داخل النظام.
كانت آمال الشباب معلقة على بُعدين الأول اعتارف الرئيس ضمنيا بدور وتطلعات الشباب من خلال اعتبار مأموريته الثانية "مأمورية الشباب وبالشباب" والثاني تكليف وزير أول مر عبر مسار إداري وسياسي يشبه تماما الواقع الذي يعيشه كل شاب عصامي يطمح لخدمة بلده ولا يملك عصى النفوذ الأسري داخل الأنظمة الحاكمة.
* مراتب التمكين من الصفقات والوظائف الدائمة إلى الجوائز والحملات التطوعية
يبدو أن فهم البعض لخيار تمكين الشباب كشريك استيراتيجي مبني على تصنيف الخلفيات فهناك شباب يجب تمكينه من الصفقات العمومية القادرة على رفعه إلى درجة رجال الأعمال في ظرف وجيز أو بمنحه وظائف دائمة وهم فئة أبناء كبار الساسة من وزراء ونواب ولنا في تعيينات تشكلة الوزارة المستحدثة لتمكين الشباب ووزارات أخرى في جلسات سابقة من مجلس الوزراء خير دليل على ذلك حيث تم التمكين فعليا لبعض أبناء النافذين الوافدين للمشهد حديثا، حتى أصبح البعض يرى أن من شروط التعيين في مجلس الوزراء حصول أحد أفراد العائلة سابقا على منصب وزير أو نائب..إلخ
أما الصنف الثاني وهو الملف الدعائي فيركز على أبناء الطبقات الهشة بالمشاركة في مسابقات وفعالية دعائية موسمية لن تغيير في واقعهم شيئا، بينما يتم تسويقها لهرم السلطة بوسائل الدعاية المُضَلِلة على أنها نماذج من تمكين الشباب ومحاربة البطالة وحقيقة الأمر أنه مجرد استغلال سياسي وهدر لميزانيات ضخمة في مؤتمرات وأنشطة شعاراتية خالية من أي بُعد استيراتيجي ينفع الناس ويمكث في الأرض.
_______
أحمدو ولد محمد فال ولد أبيه
ناشط سياسي/ مستشار جهوي بولاية الحوض الغربي
