في خضم التحضيرات الجارية لانطلاقة موسم السياحة الداخلية المقرر في 17 يونيو، شهدت مدينة أطار، عاصمة ولاية آدرار، وصول مولد كهربائي جديد إلى محطتها الرئيسية، في محاولة واضحة للحد من الانقطاعات المتكررة للكهرباء، لا سيما خلال أيام المهرجان التي تشهد توافدًا سياحيًا كثيفًا.
الحدث الذي تحوّل إلى منصة صراع
ورغم أن وصول المولد يُفترض أن يُنظر إليه كخطوة فنية بحتة ضمن ترتيبات خدمية استباقية، إلا أنه سرعان ما خرج من إطاره الطبيعي، ليصبح محورًا لتنازع الإنجازات السياسية بين مختلف الأطراف الفاعلة محليًا.
فبينما سارع بعض النواب إلى نسب الخطوة إلى "جهودهم البرلمانية" وضغوطهم المستمرة، خرج أنصار رئيس جهة آدرار ليؤكدوا أن الفضل يعود إليه، مستدلين بما وصفوه بـ"مطالباته المتكررة" لحل أزمة الكهرباء في المدينة.
في المقابل، التزمت رابطة عمد آدرار الصمت، رغم حضورها السابق في مشهد الأزمة عبر تدوينات متفرقة على وسائل التواصل الاجتماعي، دون أن تسجل المولد ضمن ما تعتبره "إنجازاتها الجماعية".
بين تضارب الروايات وغياب الحقيقة
وسط هذا التزاحم في سرديات الإنجاز، وجد المواطن نفسه أمام مشهد ضبابي، تغيب فيه الحقيقة ويُستعاض عنها بالدعاية السياسية.
ومع أن بعض السكان عبّروا عن ارتياحهم لتعزيز قدرات المحطة الكهربائية، إلا أن كثيرين يرون أن المسألة لا تعدو كونها حلاً مؤقتًا لأزمة مزمنة، يُسوّق لها سياسيًا بشكل لا يتناسب مع حجمها ولا مع حقيقة مصدرها.
المصادر: المولد جاء بضغط إداري مباشر
وبحسب معلومات حصلت عليها مصادر ميدانية مطلعة، فإن الخطوة جاءت نتيجة مساعٍ حثيثة من السلطات الإدارية المحلية، وتحديدًا والي ولاية آدرار، الذي ضغط من أجل توفير حلول عاجلة ومؤقتة لضمان استقرار الكهرباء أثناء فترة المهرجان، في ظل إدراكه أن الزائرين – على عكس السكان المحليين – لا يمكنهم التأقلم مع الانقطاعات اليومية المتكررة، التي دفعت بعضهم خلال السنوات الماضية إلى مغادرة المدينة بحثًا عن ظروف معيشية أكثر استقرارًا.
الواقع التنموي: أزمات أكبر من مولد
وفي الوقت الذي يجري فيه الترويج لوصول المولد كـ"فتح تنموي"، يبقى واقع المدينة أكثر تعقيدًا.
إذ لا تزال أزمات الماء، والصحة، والبنية التحتية، والبطالة، بلا حلول ملموسة، في ظل ضعف التنسيق بين المنتخبين، وغياب رؤية تنموية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار أولويات السكان الفعلية.
سؤال مفتوح
يبقى السؤال الذي يطرحه كثيرون: هل وصلت المدينة إلى مرحلة شُحّ الإنجاز التنموي، حتى يُحوَّل مولد كهربائي – تابع لشركة الكهرباء ومرتبط بخدمة مدفوعة – إلى منصة للتباهي السياسي؟
في مدينة اعتادت غياب المشاريع الكبرى، وحيث تطغى الدعاية على الفعل، يبدو أن المولد، رغم ضرورته، ليس إلا تفصيلة صغيرة ضمن مشهد أوسع من الإخفاقات التنموية، التي لا يمكن إنارتها بمولدات مؤقتة، بل بحاجة إلى إرادة حقيقية، ومصارحة شفافة، وخطط تُنَفّذ على أرض الواقع، لا في صفحات التواصل الاجتماعي.
—
تقرير من إعداد: محمد أعليوت
أطار – 13 يوليو 2025