يشكّل تجمع المالح نموذجًا حيًا وواعدًا لتنمية المجتمعات الريفية، حيث يتوسط منطقة زراعية غنيّة بالواحات و"لكراير" التي تمثل موارد طبيعية وزراعية كبيرة.
وتحيط به واحات متعددة مثل إكرارت لبحير شمالًا، إكرارت اسباعية شرقًا، إكرارت تاكنز والربط جنوبًا، بالإضافة إلى إكرارت تفلفلين، إكرارت إزل، وأكظنش، إلى جانب واحات أخرى كـ المالح، انتركت، أخنيك اتمر، وأكظنش.
تُعدّ هذه البيئة مثالية لتطبيق نماذج تنموية تركّز على الزراعة المستدامة وتحسين سبل العيش في المناطق الريفية.
وفي هذا الإطار، تبرز مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن الاعتماد عليها لتعزيز القطاع الزراعي في تجمع المالح ومحيطه، على النحو التالي:
1. الدعم المالي والتمويل الزراعي
- القروض الميسّرة والإعانات: توفير دعم مالي ميسر للمزارعين الصغار لتمكينهم من اقتناء البذور، الأسمدة، والمعدّات الزراعية.
- برامج دعم الريف: إطلاق مبادرات تشجّع الاستثمار الزراعي المحلي، وتوفّر بنية تحتية تلائم طبيعة الواحات والزراعة التقليدية.
- تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة: تشجيع إنشاء مشاريع زراعية مدرّة للدخل، وخصوصًا المشاريع الأسرية والنسائية.
2. التدريب وبناء القدرات
- تنظيم دورات وورش عمل في مجالات:
- الزراعة المستدامة وأساليب الري الحديثة.
- إدارة الموارد المائية.
- التحويل الزراعي والتسويق.
- الإرشاد الزراعي: عبر خبراء ميدانيين لدعم المزارعين تقنيًا.
- برامج خاصة بالمرأة الريفية: تنفيذ برامج تدريبية موجّهة للنساء لدعم مشاريعهن، انطلاقًا من توجيهات فخامة رئيس الجمهورية.
3. إدخال التقنيات الحديثة وتطوير البنية التحتية
- أنظمة الري الحديثة: مثل الري بالتنقيط والطاقة الشمسية لتشغيل المضخات.
- تحسين البنية التحتية: من خلال:
- شقّ الطرق الزراعية.
- إنشاء مراكز للتجميع والتخزين.
- بناء مرافق لحفظ وتبريد المنتجات للحد من التلف الزراعي.
4. تسويق المنتجات والوصول إلى الأسواق
- تسهيل الوصول إلى الأسواق المحلية والوطنية، وضمان أسعار عادلة.
- منصات إلكترونية وتكنولوجية: لعرض وتسويق المنتجات الزراعية.
- دعم الصناعات التحويلية المحلية لرفع القيمة المضافة، مثل:
- تعليب التمور.
- صناعة المربى.
- تجفيف الفواكه والخضروات.
5. الحفاظ على التنوع البيولوجي
- دعم الزراعة التقليدية: عبر الحفاظ على أصناف النخيل والمحاصيل المحلية.
- تشجيع الزراعة العضوية المستندة إلى البيئة.
ختامًا
يُمكن لتجمع المالح، بما يمتلكه من مقوّمات طبيعية وبشرية، أن يتحوّل إلى نموذج يحتذى به في مجال التنمية الزراعية المتكاملة في موريتانيا. من خلال تبنّي هذه الخطط الشاملة، يمكن تحقيق نقلة نوعية في حياة السكان، وتعزيز الأمن الغذائي، وخلق اقتصاد محلي متماسك ومستدام.
إعداد: محمد الأمين اعليوت