أحمد اعلى الل، من مواليد مطلع الأربعينيات في ولاية آدرار، مقاطعة أطار، بدأ رحلته العلمية بين التعليم المحظري والنظامي، قبل أن ينضم في أوائل السبعينيات إلى صفوف الدرك الوطني. تدرّج في المناصب بجدارة وتميز، ونال التقدير والأوسمة ، حتى أصبح اسمه محفورًا بأحرف من ذهب في السلكين الإداري والأمني، بل وفي المؤسسة العسكرية بشكل عام.
بعد تقاعده، كرّس وقته لحياته الاجتماعية والسياسية، فكان مثالًا للمروءة والالتزام. عُرفت مسيرته المهنية بالصدق والتفاني والتميز، مما أكسبه احترام الجميع.
وفي عام 2011، اختارته المجموعة التقليدية شيخًا لها، خلفًا للراحل إبراهيم ولد محمد لعبيد، فكان خير خلف لخير سلف. كرس حياته لخدمة مجتمعه وولايته، واشتهر بدوره الإصلاحي بين المجموعات التقليدية. حمل اللقب العريق "شوكةميزان آدرار الذي توارثه الأجداد، وكان محل إجماع سياسي، مما أهّله لتولي منصب رئيس قسم مقاطعة أطار فيدرالية آدرار، حيث أصبح رمزًا للبذل والعطاء، وصوتًا للحكمة والوفاق، ورقمًا صعبًا في الساحة السياسية الأدرارية.
تميز بأسلوبه المتوازن في التعاطي مع القضايا المختلفة، مقدّمًا المصلحة العامة على الخاصة، الأمر الذي جعله يحظى بحب واحترام الجميع.
ترك رحيله فراغًا عميقًا، سواء في قطاع الدرك الوطني الذي خدمه بإخلاص، أو في المشهد السياسي حيث كان الأب الحكيم والرجل الفطن أو في المجتمع حيث كان السند المخلص والرجل المعطاء.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
