وُلد المغفور له، بإذن الله، السيد الفاضل محمد سيدين بن إبراهيم بن عبد الله في مدينة أطار عام 1926م.
تلقى تعليمه في المحظرة وبدأ مسيرته التجارية في الخمسينيات حيث أسس مع إخوته تجارة المواد الغذائية والألبسة وفي أواخر ذلك العقد، قاموا بفتح الطريق التجاري بين الساقية الحمراء والمغرب إلى موريتانيا ، كما أنشؤوا محلات تجارية في بئر أم كرين وأطار و روصو.
ومع ازدهار تجارتهم، قاموا بتوسيع نشاطهم بشراء سيارات للنقل مما ساهم في ربط بئر أم كرين بروصو مرورًا بأطار وافديرك .
في أوائل السبعينيات، استقر في مدينة أطار حيث بدأ في غرس النخيل وتشييد العقارات ، ونادرًا ما كان يغادرها، إلا لأداء الحج والعمرة التي ظل حريصًا عليها طوال حياته.
عُرف بأعماله الخيرية التي لا تُحصى، فقد كان يرافق الضعفاء، ويوصلهم بسيارته الشخصية، ويتصدق عليهم بسخاء.
لم يكن أحد يلجأ إليه بحاجة إلا وقضاها له، كما كان يتدخل لمساعدة الفقراء لدى الهيئات الحكومية لحل مشاكلهم.
كان زاهدًا في الدنيا، يجالس العمال، ويأكل معهم، ويتكئ على الأرض.
انتقل إلى قرية ترون، حيث بنى مسجدًا واعتكف فيه مع بعض الطلاب لدراسة العلوم الفقهية والتفرغ للعبادة ليلًا ونهارًا. وعند مرضه، رفض الذهاب إلى المستشفى متحملًا آلامه بصبر، وكأنه كان يشعر بدنو أجله.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
