العريقة اغنمريت مرتع الصبا و موطن الذكريات

بواسطة mohamed

أطار مدينتي العتيقة، وأغنمريت، الحي الذي كان مسرح طفولتنا وأعظم أحلامنا الصغيرة.

هناك، حيث تنبض الحياة بين الأزقة، وحيث الذكريات تتنفس في كل ركن وكل شارع.

أغنمريت... حيث كانت خطواتنا تتقاطع في شارع لبطيحة، ونسابق الزمن في شارع الزينة بنت اعل بوب.

كنا نبحث عن ظلٍ دافئٍ في شارع الهاملة أو نغوص في حكايات قديمة في خريبة أهل العالم.

وكم لعبنا وتسلقنا في ظلعت أغنمريت، خصوصًا عند "لويتات" التي حملت أقدامنا أحلامًا لا نهاية لها، أو عند "كابين أهل تقره"، حيث تآلفت ضحكاتنا مع همس الرياح.

كانت الفيديوهات في فيديو الناتي تسحرنا، والبضائع في بوتيك كل شي تلبي أحلامنا الصغيرة.

أما المدرسة رقم 2، فقد كانت البداية، حيث تعلمنا أبجديات العالم، فيما كانت ثانوية أطار شاهدة على مراهقتنا وأحلامنا التي بدأت تكبر.

ولا أنسى خوبات أهل أحمد العيدة، حيث اجتمعنا في لحظات لا تنسى، نروي الحكايات ونتقاسم الطموحات.

أغنمريت، حيّنا الأغلى، كان يشبه قلبًا نابضًا لا يعرف السكون، يحملنا من شارعٍ إلى آخر، من ذكرى إلى أخرى، وكل زاوية فيه شاهدة على صداقاتنا وطفولتنا وشغبنا الجميل.

أما أطار، فهي الحضن الأكبر، المدينة التي تحتضن أغنمريت وكل ما فيه، كأمٍ تمسح على جبين طفلها بحنان.

أنتما الحكاية، وأنتما الوطن الذي يسكننا مهما ابتعدنا.

ولجار الطفولة الذي كانت خطواتنا تتشابك في أغنمريت، أقول: ما كتبتَ وما أكتب، ليس إلا فصلًا من كتابٍ طويل، يرويه كل حجرٍ وكل زاوية من هذا الحي، ليبقى شاهدًا على حبٍ لا ينتهي.

إمامن /الشيخ سيداتي