يشتكي الإعلام الجهوي في ولاية آدرار من استمرار ما يصفه بسياسة التهميش والإقصاء التي تنتهجها السلطات الإدارية، رغم الخطاب الرسمي المتكرر الذي يؤكد – في مختلف الاجتماعات واللقاءات – على أهمية الإعلام الجهوي ودوره المحوري في مواكبة الشأن المحلي وتعزيز التواصل بين الإدارة والمواطن.
ويؤكد صحفيون وفاعلون إعلاميون بمدينة أطار أن هذا الخطاب، على أهميته، لم يجد طريقه إلى التطبيق العملي، وظل حبيس التصريحات دون إجراءات ملموسة تعكس جدية التعاطي مع الإعلام الجهوي كشريك حقيقي.
مهرجان مدائن التراث… محطة إقصاء سابقة
ويستحضر الإعلاميون في هذا السياق ما جرى خلال النسخة الماضية من مهرجان مدائن التراث، حيث تم – بحسب تعبيرهم – تجاهل الإعلام الجهوي بشكل لافت، رغم رمزية الحدث وأهميته الوطنية والثقافية.
وحينها، يضيف الصحفيون، برّر والي الولاية ذلك بانشغالات مرتبطة بالتحضيرات والتنظيم، وهو تبرير لم يقنع الفاعلين الإعلاميين، خاصة أن المهرجان يمثل فرصة طبيعية لإبراز الدور المهني للإعلام المحلي، وليس مبررا لتغييبِه.
تنصل من المسؤولية قبيل نسخة جديدة
ومع اقتراب تنظيم نسخة جديدة من مهرجان مدائن التراث، تتجدد المخاوف ذاتها، حيث يُشير الإعلاميون إلى أن الوالي يزيح هذه المرة مسؤولية إشراك الإعلام عنه، معتبرا أن هذا الملف من اختصاص اللجنة المشرفة على المهرجان.
ويطرح هذا الموقف – وفق تعبيرهم – تساؤلات جوهرية حول من يتحمل فعليا مسؤولية إشراك الإعلام الجهوي، وحول ما إذا كانت السلطات الإدارية ستراجع نهجها هذه المرة، أم أن سيناريو نسخة شنقيط السابقة سيتكرر بكل ما يحمله من إقصاء وتهميش.
الشارع: إعلام آدرار نشِط ويستحق الإنصاف
في المقابل، يرى الشارع في مدينة أطار أن الإعلام الجهوي في آدرار لا يختلف من حيث المبدأ عن نظيره في باقي ولايات الوطن، بل يتميز – حسب متابعين – بدرجة أعلى من النشاط والحيوية والمبادرة.
ويُجمع عدد من المواطنين والمهتمين على أنه، ورغم وجود بعض الشوائب التي لا يخلو منها أي حقل مهني، فإن الساحة الإعلامية في آدرار تضم أسماء فرضت نفسها بعمل جاد ومهني، لتشكّل “استثناءات تثبت القاعدة”، وتستحق الدعم لا الإقصاء.
الإشراك ليس مجاملة… بل ضرورة تنموية
من جهتهم، يرى مهتمون بالشأن الإعلامي أن إشراك الإعلام الجهوي لا ينبغي أن يُفهم في إطار المجاملة أو الاسترضاء، بل باعتباره ركيزة أساسية لإنجاح التظاهرات الثقافية الكبرى، وتعزيز إشعاعها محليا ووطنيا.
ويؤكد هؤلاء أن ولاية آدرار، بما تزخر به من إرث حضاري وثقافي عريق، أحوج ما تكون إلى إعلام جهوي قوي ومواكب، قادر على نقل صورة الولاية، وتثمين موروثها، وبناء جسور الثقة بين الإدارة والمواطن.
سؤال مفتوح قبيل المهرجان
وبين الوعود المتكررة وواقع الإقصاء، يبقى السؤال الذي يطرحه الإعلاميون في آدرار:
هل ستشهد نسخة مهرجان مدائن التراث القادمة تصحيحا حقيقيا للمسار، وإشراكا فعليا للإعلام الجهوي كشريك أساسي في التغطية والترويج؟ أم أن دائرة التهميش ستستمر، بما يكرّس فجوة الثقة بين الإعلام والسلطات؟








