في ظل تحذيرات متواصلة من هيئة الأرصاد الجوية بشأن موجة حر قاسية تجتاح المنطقة، شهدت مدينة أطار اليوم انقطاعاً غير مسبوق في التيار الكهربائي، استمر لما يقارب 18 ساعة متواصلة، وهو رقم قياسي جديد يتجاوز كل الانقطاعات السابقة في تاريخ المدينة، وسط استياء واسع من السكان وتزايد الأسئلة حول مدى جدية الجهات المعنية في معالجة الأزمة.
ويأتي هذا الانقطاع بعد سلسلة من الوقفات الاحتجاجية نظّمها المواطنون، للمطالبة بحل جذري ومستدام لمشكلة الكهرباء التي تفاقمت في السنوات الأخيرة، لتبلغ ذروتها هذا الصيف.
والغريب – بحسب السكان – أن عدد ساعات الانقطاع كان في السابق لا يتعدى 6 ساعات يومياً، ثم ارتفع تدريجياً مع تزايد وتيرة الاحتجاجات، ليصل في الأيام الأخيرة إلى 12 ساعة، قبل أن يقفز اليوم إلى 18 ساعة.
وتساءل بعض المواطنين: "هل أصبحت الوقفات الاحتجاجية سبباً في زيادة الانقطاعات؟ أم أن الشركة تتعامل مع المطالب الشعبية كنوع من التمرد يجب الرد عليه بالعقاب الجماعي؟"، مشيرين إلى أن جلب مولد كهربائي مستعمل مؤخراً لم يُحدث أي فرق ملموس، بل بدا أنه زاد من تعقيد الوضع.
من جهة أخرى، منعت السلطات المحلية في أطار تنظيم مسيرات جديدة للتنديد بانقطاعات الكهرباء، فيما بدا المنتخبون المحليون منشغلين بالرد على تعليقات المدونين في وسائل التواصل الاجتماعي، دون طرح حلول عملية أو مواقف واضحة من تصاعد الأزمة.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه المواطنون خطوات فعلية، يواصل البعض تحميل شركة الكهرباء المسؤولية الكاملة عن ما وصفوه بـ"الانهيار المزمن للخدمة"، مطالبين بإصلاحات جذرية تضمن الحد الأدنى من حق العيش الكريم في مدينة تعاني شح الموارد، وقساوة المناخ، وانعدام البنية التحتية.
