بسم الله الرحمن الرحيم
لا يكاد يمر يوم من الأيام في مواقع التواصل الاجتماعي إلا ونقرأ عن مأساة جديدة أو نشاهد صورها أحيانا، ويكون ضحيتها في الغالب شخص أو أشخاص أو أسرة بأكملها نتيجة لحوادث السير المميتة في بلادنا وعلى طرق أملنا الداخلية.
بل ربما يكون التعبير المناسب الذي يتماشى مع هذه المآسي اليومية هي طرق الألم لا الأمل.
وقبل الخوض في أسباب هذه الحوادث سوف نسلط الضوء على حرمة دم المسلم حيث تضافرت نصوص الوحي على حرمة دم المسلم، فقد قال الله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}، وقال: {ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا}، وقال تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا}.
وقال عليه الصلاة والسلام: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، وقال صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أعظم عند الله من قتل امرئ مسلم).
إن هذه الحوادث المأساوية ترجع أسبابها في الأساس إلى عدة نقاط مختلفة، بعضها يتعلق بمسئولية السائقين أنفسهم، وبعضها يتعلق بمسئولية الدولة، إذ هي التي تتحمل فيه المسئولية وحدها.
ونجمل هذه النقاط التالية فيما يلي:
أولا: ما يتحمل السائقون مسئوليته:
- السرعة المفرطة وتجاوز قوانين السير،
- عدم الشعور بالمسئولية عن أرواح الركاب،
- السياقة وقت الشعور بالنعاس والإرهاق والتعب.
ثانيا: ما تتحمل الدولة مسئوليته:
- عدم الرقابة على صيانة السيارات ومعرفة مدى جاهزيتها للسفر،
- ضعف الشبكة الطرقية وتهالكها،
- وجود الرمال على الطرق وانتشارها عليها،
- عدم الرقابة على الوزن الزائد للمركبات،
- التساهل مع المخالفين في تجاوز قوانين السير والتغاضي عنهم أحيانا،
- عدم وجود الحماية المدنية وسيارات الإسعاف على طرق الأمل بما يكفي،
- عدم وجود رافعات على طريق الألم.
ومن خلال هذه النقاط فإن على الدولة - وهي المسئولة أولا وأخيرا عن سلامة المواطنين - أن تتخذ الإجراءات الاحترازية التالية:
- إنشاء طريق سريع فيما يخص طريق الأمل وطريق نواذيبو يمكن السيارات من السير دون اصطدام بالسيارات المعاكسة، ولو اقتضى الأمر الاستعانة برجال الأعمال في إنشاء هذه الطرق والاستثمار فيها، وأخذ ضرائب على السالكين لها كما هو الحال في الكثير من البلدان،
- الرقابة الكاملة على كل مقطع طرقي من هذه المقاطع، وجعل نقاط تفتيش ورادارات تراقب السرعة، وكل المخالفات المرورية،
- إنشاء نقاط صحية على كل مائة كلم من هذين الطريقين أساسا مجهزة بسيارات إسعاف وسيارات إطفاء،
- الصرامة في العقوبة على السرعة، وتغريم السائقين، وسحب الرخص منهم عند التمادي في تلك المخالفات،
- إعادة النظر في قوانين منح رخص النقل، والرقابة على شركات النقل، وفرض عمر معين للمركبات، وصيانة دورية لها.
-
د. السالك ولد محمد المصطفى