نواكشوط: تأبين حاشد للشيخ محمدن عبد الرحمن ولد فتى

بواسطة mohamed

نظّمت شبكة المستقبل بالتعاون مع موقع الفكر، مساء الجمعة 23 مايو 2025، حفلاً تأبينيًا مهيبًا لتكريم ذكرى الشيخ الراحل محمدن عبد الرحمن ولد فتى، أحد أبرز علماء موريتانيا ودعاتها، وسط حضور واسع ضم نخبة من العلماء والمثقفين والمسؤولين، وجمع من محبي الشيخ وتلامذته.

الفعالية التي احتضنتها قاعة الأقصى ببلدية لكصر في العاصمة نواكشوط، شهدت مشاركة والي نواكشوط الغربية وعدد من الوزراء السابقين والسفراء، إلى جانب رموز علمية وفكرية بارزة، جاءت لتؤكد حجم الخسارة التي خلفها رحيل هذا العالم الجليل، الذي جمع بين عمق المعرفة، ونقاء السريرة، وروح الدعوة المعتدلة.

افتتاح بآيات وتقدير رسمي

افتُتحت الندوة بآيات بيّنات تلاها فضيلة الإمام محمد الأمين اجاه، ثم ألقى عمدة بلدية لكصر الدكتور محمد السالك ولد عمار كلمة استعرض فيها محطات مضيئة من حياة الراحل، مؤكدًا أن الشيخ مثّل مرجعية علمية ومصدر إلهام لأجيال من طلاب العلم والدعاة.

شهادات مؤثرة من رفاق الدرب والعلماء

توالت بعد ذلك كلمات الشخصيات المشاركة، وكان من أبرزهم الوزير السابق والعلامة الشيخ الداه ولد أعمر طالب، والدكتور التقي ولد الشيخ، والإمام محمدن ولد يحظيه، والسياسي البارز محمد جميل ولد منصور، بالإضافة إلى المدير العام السابق لإذاعة موريتانيا الأستاذ محمد الشيخ ولد سيدي محمد، الذي روى واقعة مؤثرة حين رفض تنفيذ قرار بمنع الشيخ من الظهور الإعلامي، مبررًا ذلك بمكانة الشيخ العلمية والدعوية.

كما ألقى ممثل الإذاعة شيخاني ولد عبد القادر كلمة باسم المؤسسة التي اعتبر الراحل أحد أبرز وجوهها في البرامج الدينية وتفسير القرآن الكريم.

إشادة أدبية ومواقف إنسانية

تميّز التأبين بحضور أدبي لافت، حيث قدم الأدباء أحمد أبو المعالي، ومحمد سالم جدو، وعبد الله ولد ادفال، نصوصًا شعرية ونثرية تحتفي بمآثر الشيخ وتخلّد أثره الطيب، مشيدين بعلمه وأدبه وتواضعه.

أما الأستاذ محمد يحيى، نجل الفقيد، فتحدث بمرارة وحنين عن الصفات الأبوية والتربوية لوالده، مستعرضًا جوانب من حياته اليومية، وحضوره في الأسرة والمجتمع.

شبكة المستقبل: عهدٌ على مواصلة الرسالة

المهندس إسحاق ولد الكيحل، المدير التنفيذي لشبكة المستقبل، قال في كلمة مؤثرة: "نقف اليوم لا لنبكي فحسب، بل لنجدّد العهد مع الرسالة التي حملها الشيخ، ونسير على خطاه في نشر القيم والعلم والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة".

واعتبر أن الشيخ كان رفيق درب وعالماً نادراً جمع بين الصدق في القول، والنبل في السلوك، والتواضع الجم، مضيفًا أن حضوره في الشبكة كان دائمًا حضور الناصح الأمين والداعية الحكيم.

 نبوغ فذ وصوت لا يُنسى

من جهته، قال المدير الناشر لموقع الفكر محمد عبد الله إن الشيخ ولد فتى "أسّس لنموذج علمي فريد، وكانت محاضراته منارات علمية وتربوية جمعت بين البيان القرآني والروحانية العميقة"، مضيفًا أن حضوره كان يجمع القلوب ويُلهب العقول.

مواقف ودعوة وآخر نشاط عن فلسطين

ممثل جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم، الإمام محمد محمود ولد العيل، نوّه بدور الشيخ في خدمة قضايا الأمة، مشيرًا إلى أن آخر أنشطته كانت محاضرة عن القضية الفلسطينية في المقاطعة الخامسة، قبل أسابيع فقط من رحيله، ما يعكس انشغاله الدائم بقضايا المسلمين وهمومهم.

حضور رفيع وختام بالدعاء

كان من بين أبرز الحاضرين في التأبين الوزير محمد ولد عابد، والسفير شيخنا ولد النني، والمدير السابق للأمن الوطني مسغار ولد سيدي ولد اغويزي، إلى جانب جمع غفير من العلماء والمواطنين.

واختُتم الحفل التأبيني بدعاء مؤثر ترحّم فيه الداعية الشاب الدكتور داري ولد خطاري على الشيخ، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويُخلف الأمة فيه خيرًا.