تُعد أسرة أهل البشير ولد المين ولد ابابك من الأسر العريقة والفاعلة في ولاية الحوض الشرقي، مقاطعة آمرج، وهي أسرة ذات جذور ضاربة في عمق التاريخ، وحضور اجتماعي بارز ومؤثر، تُجسّده مساهماتها الفعلية في التنمية المحلية، وخزانها الانتخابي الكبير الذي يزيد على 2500 صوت، ما يجعلها إحدى القوى الانتخابية ذات الوزن في المنطقة.
تنتشر مكاتب تصويت الأسرة في سبع قرى رئيسية، وهي: قليگ بومسعود (مكتبان)، الشبار الرشيد (مكتبان)، الصفحة الحمرة (مكتب)، دار البركة أهل أحمدسيلوم (مكتب)، وقرية المبروك (مكتب)، ما يعكس تماسكها وامتدادها الجغرافي المؤثر. إلى جانب ذلك، تتمتع الأسرة بحضور سياسي معتبر على المستوى الوطني، يتجاوز حدود المنطقة إلى فضاء التأثير الوطني العام.
في الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة، وقفت الأسرة بكامل أطيافها موقفاً موحداً داعماً لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث صوّتت له مكاتبها بنسبة 100%، في تجلٍّ واضح لوفاء الأسرة وثقتها في مشروع فخامته الوطني الجامع، ورؤيته التنموية الطموحة التي تضع الاستقرار والتقدم في قلب الأولويات.
ورغم هذا الدعم الكامل وغير المشروط، وما تزخر به الأسرة من كفاءات علمية ومهنية مرموقة تشمل دكاترة ومهندسين وأطرًا في مختلف المجالات، فإن أبناءها لا يزالون يتطلعون إلى تمكينهم من خدمة وطنهم في مواقع أكثر تأثيراً، تعكس حجم عطائهم، ووفاءهم، واستعدادهم لتحمل المسؤولية الوطنية.
والمفارقة أن الأنظمة السابقة، على تفاوتها، كانت تمنح الأسرة مكانتها في دوائر القرار، رغم وجود أطراف معارضة داخلها في تلك الفترات، بخلاف النظام الحالي الذي اتفقت الأسرة على دعمه بشكل كامل، دون أن يقابل ذلك بما يوازيه من إنصاف أو تمكين فعلي
إرث علمي وروحي متجذر وبُعد إفريقي مؤثر
تُعرف الأسرة كذلك بإرثها العلمي والروحي العريق، حيث تحتضن محاظر كبرى تُعد من أبرز منارات العلم في ولاية الحوض الشرقي، تتعهد فيها الأجيال بحفظ القرآن الكريم وتلقي علوم الشريعة واللغة، في جوّ من التفرغ للعلم والانضباط الخُلقي. كما تُجسّد الأسرة في سلوكها وتعليمها نهج التصوف السني الأصيل، المعتدل في رؤيته، النقي في سنده، الصافي في منهجه، والذي ورثته عن سلاسل مشايخ وعلماء عُرفوا بالزهد والاستقامة والتواضع، وعلى رأسهم الولي العالم شيخنا محمد تقي الله بن شيخنا محمد عبد الله، حفيد البشير، مؤسس المجتمع الذي تُقيم فيه الأسرة اليوم.
وقد لعب شيخنا محمد تقي الله دورًا محوريًا في مقاومة الاستعمار الفرنسي مقاومة فكرية وعلمية صلبة، وأسّس بتعليمه وزهده مجتمعًا متماسكًا، امتدت رقعته الجغرافية بفضل جهوده العلمية والروحية والجهادية، وهي الأرض التي تشكّل اليوم الحاضنة الكبرى للأسرة. وقد وثّق المؤرخ الفرنسي بولي مارتين هذه الجوانب في كتابه الولي والعالم الصالح شيخنا محمد تقي الله، حيث وصفه بأنه "جامع المجتمع"، في إشارة إلى جمعه بين الدين، والعلم، والقيادة الأخلاقية والاجتماعية.
علاقات ممتدة وثمار دبلوماسية غير رسمية
لم تكن علاقات أسرة أهل البشير ولد المين ولد ابابك في الدول الإفريقية الكبرى مجرد امتداد اجتماعي أو اقتصادي عابر، بل كانت — ولا تزال — رافداً مهماً من روافد الدبلوماسية الشعبية، التي ساهمت بشكل مباشر في تعزيز صورة موريتانيا ومكانتها في تلك البلدان. ففي جمهورية مالي، على سبيل المثال، يُعد صرح الأسرة في باكيندا من المعالم الروحية البارزة، التي يقصدها الماليون من مختلف الجهات، لما لها من رمزية علمية ودينية وثقة مجتمعية واسعة.
ولا تزال طلائع الشباب من أبناء الأسرة هناك، وفي ساحل العاج، وبوركينا فاسو، وسيراليون، وبنين، وتوغو، يحملون لواء النهج الذي ورثوه عن أجدادهم، مجسدين في سلوكهم وحركتهم اليومية القيم الإسلامية، وروح السلم، والاحترام المتبادل. وهو ما جعل منهم مرجعيات موثوقة، وشركاء فاعلين في بناء الجسور الهادئة بين الشعوب، بطريقة تخدم المصالح العليا للوطن، وتُعزز من نفوذ موريتانيا المعنوي في هذا الفضاء الحيوي.
دعوة للإنصاف وتمكين الكفاءات
إن أبناء هذه الأسرة يعبّرون اليوم، بكل احترام وحرص على وحدة الصف الوطني، عن تطلعهم إلى إنصافهم، وتمكين كفاءاتهم من أداء دورهم في خدمة الوطن، خاصة في ظل المأمورية الثانية المباركة لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، والتي يُعوّل عليها في تكريس العدالة، والاعتراف بالجهود الصادقة.
إنصاف هذه الأسرة هو إنصاف للمشاركة الفاعلة، وتثمين لدور وطني أصيل لا يمكن تجاهله.
بقلم : نوح محمد محمود