لماذا يختار رجال الأعمال الاستثمار في مناطق بعيدة عن مسقط رأسهم؟

بواسطة mohamed

في بادرة تستحق الإشادة والتقدير، تم تدشين مدرسة متكاملة في بلدية فم لكليته بتمويل من رجل الأعمال المعروف محمد ولد أنويگظ، ابن مدينة أطار.

 وقد جرى تدشين المشروع بحضور معالي وزيرة التعليم وعدد من الشخصيات البارزة في المجال التربوي، ليتم بذلك إضافة صرح تربوي جديد إلى هذه البلدة.

تعتبر هذه المبادرة خطوة إيجابية تضاف إلى سجل الإنجازات التي يقوم بها رجال الأعمال في دعم قطاع التعليم في موريتانيا. 

إلا أن ما يثير تساؤلاً جوهرياً في هذه المبادرة هو اختيار ولد أنويگظ للاستثمار في بلدية بعيدة عن مسقط رأسه، مدينة أطار، رغم أن مناطق مثل آدرار التي تنحدر منها عائلته قد تكون في حاجة ماسة للاستثمار في قطاعات حيوية مثل التعليم، البنية التحتية، والخدمات العامة.

ما الذي يدفع بعض رجال الأعمال، مثل محمد ولد أنويگظ، إلى توجيه استثماراتهم إلى مناطق بعيدة عن مناطقهم الأصلية؟ 

هل يعود ذلك إلى رغبة في تحقيق توازن تنموي بين مختلف مناطق الوطن؟ أم هو التزام بمسؤولية اجتماعية تجاه القرى والمناطق الأقل حظاً من حيث المشاريع التنموية؟ 

قد تكون الأسباب متنوعة، من بينها الرغبة في إحداث تغيير إيجابي بعيداً عن التركيز على مناطق محددة، وربما استجابة لفرص استثمارية قد لا تكون متوافرة في مناطقهم الأصلية.

ومن المؤكد أن هذا التوجه يعكس وعياً عميقاً لدى ولد أنويگظ بأهمية دعم التعليم والمساهمة في التنمية الوطنية، بغض النظر عن المواقع الجغرافية للمشاريع. 

إلا أن هذا التوجه يطرح ضرورة التفكير في تعزيز المشاريع التنموية في مناطق مثل آدرار، التي أنجبت العديد من رجال الأعمال البارزين، بما يمكن أن يسهم في تحسين مستوى الخدمات والبنية التحتية وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي فيها.

إننا في خضم هذه الإشادة بمبادرة محمد ولد أنويگظ، نؤكد على أهمية تشجيع رجال الأعمال على الاستثمار في مسقط رأسهم جنباً إلى جنب مع مشاريعهم الوطنية الأوسع. 

فذلك سيسهم في تعزيز التكافل الاجتماعي ويعكس روح الانتماء التي يحتاجها الوطن في مختلف مجالات التنمية.

و نوجه الشكر الجزيل لرجل الأعمال محمد ولد أنويگظ ولكل من يسهم في نهضة هذا الوطن، سواء عبر دعم التعليم أو من خلال أي مبادرات تنموية أخرى، فكل خطوة نحو التقدم تعتبر حجر أساس في بناء موريتانيا أفضل.